طباعة

أهلُ البيت ( عليهم السلام ) في تفسير القاسمي {12}

أهلُ البيت ( عليهم السلام ) في تفسير القاسمي {12}
المُسمّى بـ ( محاسن التأويل ) (1)
تأليف : علاّمة ُ الشام محمّد جمال الدين القاسمي


المتوفّى ( 1322هـ )

سورة آل عمران

قولـه تعالى : ( فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ )(666)

رَوى الحافظ أبو بكر بن مردَويه عن الشعبي ، عن جابر قال : قَدِمَ على النبيّ ( صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ) العاقب والطيّب فدعاهما إلى الملاعنة فواعداه على أنْ يُلاعناه الغداة ، قال : فغدا رسول الله ( صلّى الله عليه [وآله] وسلّم )، فأخذ بيد عليّ وفاطمة والحسن والحسين ، ثمّ أرسل إليهما فأبَيَا أنْ يُجيبا وأقرّا لـه بالخَراج ، قال : فقال رسول الله ( صّلى الله عليه [وآله] وسلّم ) : ( والذي بعثني بالحق ، لو قالا : لا ، لأمطر عليهم الوادي ناراً ) .

قال جابر : وفيهم نزلت : (.. نَدْعُ أَبْنَاءَنَا... ) .... الآية ، قال جابر : ( َأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ) رسول الله ( صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ) وعلي ّ بن أبي طالب ، ( وأبناؤنا ) : الحسن والحسين ، ( ونساؤنا ) فاطمة ، وهكذا .

رواه الحاكم في مستدركه عن شعبة ، عن المغيرة ، عن الشعبي مرسلاً ، وهذا أصحّ .(667)



سورة المائدة

قولـه تعالى :

( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي )(668)

رَوَى ابن مَردَوَيه مِن طريق أبي هارون العبديّ عن أبي سعيد الخدري : أنّها نزلت على رسول الله (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ) في يوم غدير خم ، حين قال لعليٍّ : ( مَنْ كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه ) .

ثمّ رواه عن أبي هُريرة وفيه : إنّه اليوم الثامن العشر مِن ذي الحجّة .(669)  

قولـه تعالى :

( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ )(670)

حتّى إنّ بعضَهم ذَكَر في هذا أثَراً عن عليِّ بن أبي طالب :

أنّ هذهِ الآية نزلت فيه : ( إنّه مرَّ به سائلٌ في حال ركوعِه ، فأعطاه خاتمه ) .(671)



سورة التوبة

قولـه تعالى :

( وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ )(672)

رَوى ابن إسحاق بسنده عن أبي جعفر محمّد بن عليّ رضوان الله عليه قال : لمّا نزلت ( براءة ) على رسول الله ( صّلى الله عليه [وآله] وسلّم ) وقد كان بعث أبا بكر ليقيم للناس الحجّ ، قيل لـه :

يا رسول الله ، لو بعثَ بها إلى أبي بكر ؛ فقال : ( لا يُؤدّي عنّي إلاّ رجلٌ مِن أهل بيتي ) ، ثم دعا عليَّ بن أبي طالب ( رضوان الله عليه ) فقال لـه : ( أخرج بهذهِ القصّة مِن صدر براءة ، وأذّن في الناس يوم النحر إذا اجتمعوا بمنى ، أنّه لا يدخل الجنّة كافر ، ولا يحجَّ بعد العام مُشرِك ، ولا يطوف بالبيتِ عُريان ، ومَنْ كان لـه عند رسول الله ( صّلى الله عليه [وآله] وسلّم ) عهد فهو لـه إلى مدّته ) .(673)

سورة النحل

قولـه تعالى :

( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ )(674)

نُقِلَ إنّ بني أميّة كانوا يسبّون عليّاً ( كرّم الله وجهه ) في خُطَبِهم . فلمّا آلتْ الخلافة إلى عُمَر بن العزيز أسْقَط ذلك منها وأقام هذه الآية مقامه .

قال الناصر : ولعلَّ المُعوّض بهذهِ الآية عن تلك الهنات ، لاحظَ التطبيق بين ذِكْر النهي عن البغي فيها ، وبين الحديث الوارد في أنّ المُناصِب لعليّ باغٍ . حيث يقول عليه الصلاة والسلام لعمّار ـ وكان من حزب عليِّ ـ : ( تقتلك الفئةُ الباغية ) .

فقُتِلَ مع عليٍّ يوم صفّين .(675)  

سورة الأحزاب

قولـه تعالى :

( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً )(676)

إنّه ( صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ) جَمَع عليّاً والحسن والحسين ، ثمّ جلّلهم بكساءٍ كان عليه ، ثمّ قال :

( هؤلاء أهل بيتي ، فأذهب عنهم الرجس ) .(677)

سورة الشورى

قولـه تعالى :

( قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى )(678)

ففي البخاري ـ عن ابن عبّاس ـ أنّه سُئِلَ عن قولـه تعالى : ( إلاّ المودّة في القُربى ) فقال سعيد بن جُبير : القربى آل محمّد .(679)

و ما رواه ابن أبي حاتم ، أنّه لمّا نزلتْ هذه الآية قالوا : يا رسول الله ، مَنْ هؤلاء الذين أمر الله بمودّتهم ؟

قال : ( فاطمة وَوِلْدَها ، رضي الله عنهم ) .(680)



سورة المجادلة

قولـه تعالى :

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً... )(681)

عن مُجاهد قال : قال عليّ ( رضي الله عنه ) : ( إنّ في كتاب الله عزّ وجلّ لآية ، ما عَمِلَ بِها أحدٌ قَبلي ، ولا يَعْمَل بها أحدٌ بعدي ) .(682)

وعنه أيضاً قال : نُهُوا عن مُناجاة النبيّ ( صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ) حتّى يَتَصَدّقوا، فلَم يُناجه إلاّ عليّ بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) ، قدّم ديناراً فتصدّق به ، ثمّ أُنزلت الرخصة (683) .(684)

____________
1ـ اعتمدنا على طبعة دار إحياء التراث العربي ، لِسنة 1415هـ ، تصحيح الشيخ هُشام سمير البخاري